1- الملحدين:
وهم لا يؤمنون بأى إله ويسمون أيضاً الدهريين ذكرهم الله تعالى فى القرآن الكريم : " وَقَالُوا مَا هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ " (24 سورة الجاثية)
فالزمان هو الذى يهلكهم لا الله تعالى ولا الأصنام وسماهم ابن كثير: الدهريين من الكفار ، وقال ابن عبد البر فى التمهيد ج18ص155: " يتعلق به الدهرية أهل التعطيل والإلحاد ثم قال فمرة يضيفون ذلك إلى الدهر ومرة إلى الزمان ومرة إلى الأيام ومرة إلى الدنيا أى كما يقول المعاصرون منهم أمنا هى الطبيعة !!
2 - عَبَدَة الأوثان:
أول من أدخل عبادة الاوثان فى الجزيرة العربية رجل يسمى "عمرو بن لحى" عندما كان يمر على الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله فظنه حقاً وكانت الشام ذلك الوقت محل الرسل والكتب السماوية فقال لهم ما هذه الأصنام قالوا له هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا فقال لهم ألا تعطونى منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه فأعطوه صنماً فجلبه معه ثم غير التلبية وجعل لكل قبيلة من العرب صنماً.
يقول الله تعالى: " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ " (الاية71 سورة الحج)
وقوله تعالى : " فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " (الاية 28 سورةالأحقاف)
3 - عَبَدَة الله وحده واتخاذ الأصنام شفعاء:
وهم أكثر مشركى أهل مكة فهم موحدون بالربوبية مشركين بالالوهية ويتخذون عبادة الاصنام لتشفع لهم عند الله وتقربهم من الله ولكن لهم حكم عبادة الاصنام وهم يرفضون نعتهم بالمشركين ومثلهم إبليس الذى كان موحداً لله معتقداً بربوبيته لكنه رفض النزول عند حكمه والله سبحانه وتعالى لا يقبل الشرك مهما كان فهو أغنى الأغنياء عن الشرك فالشرك ظلم عظيم وعن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " رواه مسلم.
كما قال الله تعالى : " أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار " (سورة الزمر الاية 3)
وقوله تعالى : " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " (سورة يونس الاية 18)
4 - عبدة النجوم والكواكب:
قال الله تعالى: " وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى " (سورة النجم الاية 49)
فى العصر الجاهلى كان جماعة من أهالى جزيرة العرب يعبدون الاجرام السماوية كالشمس والقمر وبعض الكواكب الاخرى وكانوا يتوهّمون أن لها قوّة خارقة فكانت خزاعة وحمير تعبدان الشعرى وهو كوكب ثابت ومضئ وممن كان يقدس الشعرى أيضا قوم عاد هذا إن أخذنا ببحث العالم محمد سمير عطا الذى يقول بأن قوم عاد هم بناه الاهرام وأنهم كانوا قبل الفراعنة والعجيب أنه أكتشف ميناء بمصر بالضبعة يسمى هود والمتعارف عليه أن أغلب العلماء يرى أنهم سكنوا الجزيرة العربية بصحراء حضر موت ولكن لم تظهر أى أثار لهم إلى الان
5 - عبادة الجن والملائكة:
وفضلاً عن العبادات التى ذكرناها كان قسم من أهالى جزيرة العرب يعبدون الجن والملائكة فكان عبد الله بن الزبعرى أحد زعماء مكة يقول سَلوا محمداً أكُلُّ ما يُعبد من دون الله فى جهنم مع من عبده فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيراً والنصارى تعبد عيسى ابن مريم ، وكانت بنو مليح من خزاعة يعبدون الجن وقيل أن أول من عبد الجن هم جماعة من أهالى اليمن ومن بعدهم قبيلة بنى حنيفة ثم إنتشر ذلك تدريجياً بين العرب وقال بعض المفسّرين بأن هناك من كانوا يقولون بأنَّ الله قد صاهر الجن فحدث بينهما الملائكة وقد ذمَّ الباري تعالى فى كتابه الكريم عبادة الجن والملائكة وكل التصوّرات والمعتقدات المغلوطة بشأنها ، وكان بعض العرب إذا أمسى الرجل منهم بقفر قال أعوذ بسيّد هذا الوادى من شر سفهاء قومه إعتقاداً منهم بأنهم إذا قالوا هذا الكلام فسيحميهم كبير الجن من شر سفهاء الجن.
قال الله تعالى: "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ". (سورة الانعام الاية 100)
وقوله تعالى: "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ " (الايتان 40 و41 سورة سبأ)
وقوله تعالى: " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " (سورة الجن الاية 6)
6 - الموحدون :
كان عدنان الجد الأعلى للعرب العدنانيين عرب مكّة والجد العشرين لرسول الله محمد صل الله عليه وسلم من ذرية اسماعيل عليه السلام وكان العدنانيون الذين سكنوا الحجاز ونجد وتهامة من ذرية إسماعيل عليه السلام يتبعون شريعة إبراهيم وقد كانت قريش وعامة ولد معد بن عدنان على بعض دين ابراهيم وكان بقايا تعاليم وسنن ابراهيم عليه رائجة بينهم الى حين ظهور الإسلام وقد سمّوا الحرب التى كانت تقع فى الأشهر الحرم بحرب الفجّار ويقولون قد فجرنا ويُفهم من كل هذا ان شرعة التوحيد كانت ذات قدم عريق بين العرب هناك وأما عبادة الأصنام فقد تغلغلت فى تلك الربوع لاحقاً وصارت سبباً لانحرافهم عن شريعة التوحيد أمثال ورقة وزيد بن عمرو بن نفيل والقس بن ساعدة وهم أقلية لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ولا يوجد نصوص صحيحة كافية حول عباداتهم .
6 - أهل الكتاب:
إختلف العلماء فى المقصود بأهل الكتاب على عدة أقوال فمن العلماء من عدّ أن تلك اللفظة خاصةٌ بمن يؤمن بكتابٍ سماوى بذاته وذهب آخرون إلى أنّ أهل الكتاب هم القوم الذين أرسل إليهم النبى عموماً ولا تشمل من آمن بذلك النبى من غيرهم من الأقوام وذهب فقهاء الحنفية إلى أنّ المراد بأهل الكتاب كلّ من يؤمن بنبى ويقر بكتاب وديانة سماوية سواءً بذلك أكان ذلك النبى مبعوثاً بالرسالة لقومٍ مُعيّنين أم أنه أرسل برسالةٍ عامة ويدخل فى أهل الكتاب اليهود والنصارى ومن آمن بزبور داود عليه السلام ومن آمن بصحف إبراهيم عليه السلام وذلك لأن من آمن بتلك الكتب إنما هم يؤمنون بدينٍ سماوي منزلٍ بكتاب ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ المراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى بجميع فرقهم وجماعاتهم المختلفة ومن دخل فى معتقدهم وآمن به دون أن يشمل ذلك غيرهم ممّن لا يُؤمن إلا بصحف إبراهيم ومن أمثالهم عبد الله بن سلام وصهيب الرومى وسلمان الفارسى قبل إسلامهم.
قال الله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (سورة ال عمران الاية 23)
وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا" (سورة النساء الاية 47)
وقوله تعالى : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا" (سورة النساء الاية 171)
7 - المجوسية :
وقد إنتشرت المجوسية من فارس إلى بعض بلاد العرب كالحيرة بحكم الجوار واليمن لورود الحملة الفارسية عليها لطرد الاحباش وحضرموت ومناطق أخرى شرق شبه جزيرة العرب لقربها من فارس ولم يكن هذا الانتشار المحدود بدعوة من المجوس لأنهم لا يحرصون على إدخال الغرباء فى دينهم القومى
قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (سورة الحج الاية 17)