هو إلياس بن ياسين بن منحاص بن أليعزر بن هارون ، وهو من ذرية هارون شقيق موسى عليه السلام ، ويعرف في كتب الإسرائيلين باسم (إيليا) ، وقد بعثه الله ليدعو بنى إسرائيل بعد النبي حزقيل عليه السلام لنبذ عبادة الأصنام والاستمساك بعبادة الله وحده ، و هو أول ناسك ومتوحد ذاق لذة اللقاء والعيش مع الله عز وجل ، ذكر اسمه فى القرآن الكريم مرتين :
- { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ } (سورة الأنعام) .
- { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ. أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ } (سورة الصافات).
أرسله الله إلى بني إسرائيل ، على زمن الملك "آخاب" ملك المملكة العبرية وزوجته الملكة إيزابيل الفينيقية التي أدخلت ديانة قومها الوثنية على بني إسرائيل ، وكان هؤلاء القوم يعبدون صنما يسمى (بَعل) فذهب إليهم إلياس عليه السلام ودعاهم إلى عبادة الله الواحد الأحد ، كما جاء في القرآن الكريم: { أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ وَاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ } (سورة الصافات) ، ولكنهم أصروا على كفرهم وعنادهم .
فدعا ربه على قومه بعد رفضهم رسالته قائلًا :
"اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك ، فغير ما بهم من نعمتك".
فأوحي الله إليه أنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك.
فجعل الله مقادير رزقهم بيد إلياس ، وقال أحكم فيهم كيفما شئت ، فدعى عليهم بتوقف المطر ، فتوقف لمدة ثلاث سنوات حتى أجدبت الأرض وكادوا أن يهلكوا من شدة العطش ، فحل البلاء على بني إسرائيل وهلك الزرع وماتت الماشية ، أما نبي الله إلياس عليه السلام فكانت الطير تنقل له الطعام والشراب .
فلما جاءوا لإلياس ليدعوا الله لهم أن يرفع عنهم البلاء اشترط عليهم أن يؤمنوا بربهم ، فقال إلياس عليه السلام لبني إسرائيل : " إنّ ما نزل بكم من بلاء وما حلّ بكم من جوع وعطش وما كان من هلاك زروعكم وماشيتكم إنّما هو بذنوبكم وخطاياكم ، فإن كنتم تريدون أن يرفع الله عنكم البلاء فتوبوا إلى الله وتضرعوا إليه ".
فقبلوا ذلك ، فدعا إلياس عليه السلام ربَّه وطلب لهم المغفرة والفرج فاستجاب له ربه وأغاث بني إسرائيل بالمطر وأحيا بلادهم ... وبعد أن دعا الله لهم ارتدوا على إدبارهم ونكثوا عهودهم وعادوا للكفر .
لكن ملك المدينة كان قد أمر بقتله لما كان يدعوهم إلى ترك عبادة الأوثان ، فجاء إليه ابن عمه اليسع وقال له : "ماذا ستفعل ؟! " .
رد نبي الله عليه السلام قائلا : "سأخرج من هنا لأختبيء فى فى جبل لعل الله يهديهم ويرشدهم إلى سواء السبيل".
وخرجا سويا متجهين إلى الجبل ، على أمل أن يهتدى قومهم ويتركوا ما هم عليه من ضلالة ، وكان قد نشأ على يديه (اليسع بن أخطوب) عليه السلام ، فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا ، فأي شيء جاءه فليركبه ، ولا يهبه ، فجاءته فرس من نار ، فركب ، وألبسه الله النور ، وكساه الريش ، وكان يطير مع الملائكة ملكاً إنسياً سماوياً أرضياً.
وبعد مرور 10 سنوات أجاب الله رجاء نبيه الياس فأهلك الله الملك ، و تولى ملك غيره ، وعندما علم الياس بذلك التقى الملك الجديد لكي يترك عبادة الصنم بعل ويعبد الله الواحد.
دار حوار كبير بين الملك الجديد والياس عليه السلام حول إسلام الملك وقومه قال له الياس :
"ايها الملك لقد مات سلفك وهو على ضلالة فهل ينفعه بعل الأن ، لقد مات كافراً وفى عنقه ذنب الآلاف الذين تبعوه".
سمع الملك حديث النبى الياس فرق قلبه وانشرح صدره للإيمان ، فأمن هو وقومه إلا عشرة آلاف منهم ، فلما يأس منهم إلياس عليه السلام دعا ربه أن يقبضه إليه ، فقبضه الله إليه .
تحمل نبي الله إلياس عليه السلام الكثير من أجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى ، وخلفه النبى اليسع فقد اعطاه الله النبوة بعد وفاه الياس ليكمل الطريق الذى بدأه ابن عمه.
=======================================
المصدر :
- البداية والنهاية - إبن كثير
- الكامل في التاريخ - إبن الأثير