التاريخ الإسلامي التاريخ الإسلامي
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

''سليم الأول'' رادع الصليبيين وقاهر الشيعة (14) - تاريخ الدولة العثمانية من التأسيس حتى السقوط


اقتحمت مكة ودمرت الكعبة واحتلت المدينة ونبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج جسده الطاهر ودنست مقدسات الاسلام بأحذية الصليب .. !!!

لكم أن تتخيلوا أن كل هذا كاد أن يحدث بالفعل لولا أن سير الله للأمة هذا البطل الذي ردع أحفاد الصليب وقهر أبناء أبي لؤلؤة المجوسي .

فما قصة هذا البطل؟! وكيف أنقذ الله به الإسلام ؟! وما قصة رسالة الأفيون ؟! ولماذا اتجه سليم الأول نحو مصر والشام؟.


السلطان سليم :

سليم الأول ابن بايزيد الثاني ابن محمد الفاتح ولد سنة ٨٧٤ھ ١٤٧٠م وتولى الحكم بعد أبيه ٩١٨ھ ١٥١٢م وقد كانت لهذا السلطان صفات خاصة فقد كان قوي شديد الحسم لقب بالقاطع والكاسر والحاسم .
 بعد أن تولى سليم الأول الحكم غير حركة الفتوحات الاسلامية من أوروبا إلى الشرق لمواجهة الخطر الصفوي الشيعي وردع الهجمة الصليبية على مقدسات الاسلام‫.


سليم الأول و الشيعة :

الدولة الصفوية الشيعية في إيران أسسها اسماعيل الصفوي على المذهب الشيعي لتكون خنجرا مسموما في ظهر الإسلام وقد ارتكب الصفويين جرائم بشعة في حق الإسلام والمسلمين ‫، فاحتلوا العراق وفارس و أذربيجان وقتلوا مئات الألاف من المسلمين السنة‫، ومارس إسماعيل الصفوي أشد أنواع التعذيب ضد السنة لإجبارهم على اعتناق مذهبه الخبيث‫ ، ثم بدأ يشعل الفتن داخل الدولة العثمانية لتفكيكها وإضعافها‫، وقد وصل به الاجرام أن يتحالف مع الصليبيين ليسهل لهم الدخول إلى مكة والمدينة لنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيه ضربة موجعة للدولة العثمانية‫،
وأمام هذا الفجور والاجرام أرسل السلطان سليم الأول رسائله للصفوي يهدده ويتوعده ويطالبه بالرجوع عن أفعاله إلا أن الصفوي استهزئ بالسلطان واستمر في إجرامه وأرسل له رسالة بها قطعة من الأفيون كنوع من السخرية فجهز سليم الأول جيشاً قوامه مئة ألف مقاتل واتجه به إلى إيران والتقى بجيش الصفوي في جالديران في الثاني من رجب لعام ٩٢٠ھ الثالث عشر من أغسطس ١٥١٤م واستطاع سليم الأول بفضل الله أولاً ثم استعداداته الجيدة ثانياً ‫، أن يدك حصون الصفويين وينتصر عليهم ويدخل عاصمتهم
تبريز .


سليم الأول والمماليك و دخول مصر والشام :

لم تكن الدولة العثمانية كما تصورها مناهج التاريخ الكاذبة التي تدرس لأبنائنا الآن إنما كانت تسعى لبسط النفوذ الإسلامي وإقامة الشريعة السمحاء في كل ربوع العالم‫ ، ولم يكن الصدام مع المماليك من أجل مطامع دنيوية كما يذكر أعداء الدولة العثمانية والحقيقة أن العثمانيين اصطدموا مع المماليك لعدة أسباب :

1- ضعف دولة المماليك وتحالفها مع الصفويين الشيعة .
2- تفشي الظلم بين أهالي مصر والشام ووصول رسالات الاستغاثة من علماء مصر والشام إلى السلطان سليم تطلب منه المجيء لرفع الظلم وتطبيق الشريعة التي أهملها المماليك .
3- عدم تصدى المماليك للخطر البرتغالي مما اضطر السلطان سليم للتدخل لإنقاذ العالم الإسالمي .

ولذلك وقع الصدام واستطاع العثمانيون أن ينتصروا على المماليك في معركتي مرج دابق ١٥١٦ والريدانية ١٥١٧ ومنذ ذلك التاريخ تحولت خلافة العالم الإسلامي إلى العثمانيين‫.


سليم وردع الصليبيين وحماية قبر النبي :

حامي حمى الإسلام ومنقذ قبر رسول الله لو لم يكن لسليم الأول غير إنقاذه لقبر النبي لكفاه ،‫ فقد تصدى للمؤامرة الصليبية لمهاجمة مقدسات المسلمين‫، ففي القرن السادس عشر وضع البرتغال الصليبي مخططا خبيثا يقوم على‫:
"دخول البحر الأحمر وإقليم الحجاز واحتلال ميناء جدة ثم الزحف إلى مكة واقتحام المسجد الحرام وهدم الكعبة المشرفة ثم الزحف إلى المدينة المنورة ونبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وبعد المدينة يتم التوجه إلى تبوك والانطلاق من تبوك لبيت المقدس والسيطرة على المسجد الأقصى" .

وبذلك تقع مقدسات المسلمين ومساجدهم الثلاثة في يد الصليبيين‫.

وبالفعل بدأ البرتغاليون بقيادة هنري الملاح في تنفيذ مخططهم الخبيث وحاولوا السيطرة على البحر الأحمر تمهيدا للدخول الى الحجاز الا ان الله سخر لهذه الأمة السلطان الحاسم سليم الأول ليذود عن مقدسات الأسلام. 
فأصدر أوامره للأسطول الاسلامي بمواجهة سفن الصليب فاستعدت البحرية الإسلامية العثمانية في البحر الأحمر ،‫ واستطاع العثمانيون إحكام السيطرة على البحر الأحمر من ناحية مصر واليمن حتى وصل الأمر بالعثمانيين لمنع أي سفينة مسيحية من العبور منه‫، وتم التصدي بنجاح لهذه الحملات الآثمة وأنقذ العثمانيون مقدسات المسلمين قبل أن تقع في أيدي الصليبيين‫.


سليم الأول ومسلمي الأندلس :

بعد رسالات الاستغاثات المتكررة التي جاءت من مسلمي الأندلس بعد وقوعهم تحت مقاصل محاكم التفتيش المجرمة أرسل السلطان سليم رسالة إلى قائد اسطوله عروج يطلب منه تنفيذ مهمة يستحيل أن يقوم بها بشر،‫ وكانت المهمة باختصار تقوم على اقتحام الأسطول الإسلامي للبحار والكفار وتدمير مراكز القوى النصرانية في البحر المتوسط والوصول إلى قلب أسبانيا وإنقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش ،‫ وعلى الرغم من استحالة المهمة إلا أن عروج استطاع أن ينفذ المهمة بإتقان وأنقذ أكثر من سبعين ألف من
الأندلسيين .


وفاته: 

بعد أن قضى سليم الأول حياته كلها جهادا في سبيل الله صعدت روحه إلى بارئها سنة ١٥٢٠م ٩٢٦ھ.

المقال القادم بإذن الله تعالى أسطورة من أساطير الحكم الإسلامي .. أعظم ملوك العالم الرجل الذي حكم ثلاث قارات في وقت واحد‫ ..!!

















======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب. 
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش. 
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود. 
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي. 
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك. 
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك. 
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا. 
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين.                               

عن الكاتب

التاريخ الإسلامي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

التاريخ الإسلامي