إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم
نصل معكم للمحطة الأخيرة في حياة هذا العملاق الإسلامي الذي سجل إسمه بمداد من نور كقائد من أعظم قادة التاريخ وقد حاولت أن أختم الحديث عن هذا البطل بذكر مآثره وبطولاته إلا أننا لم أستطع أن أذكرها كلها لطولها فاخترت لكم بعض منها فما قصة الرقص .. ؟! وما قصة ملابس الانكشارية ؟! وما سر التابوت والصندوق ؟!.
فرنسا والرقص :
في منتصف القرن الخامس عشر ابتكرت فرنسا نوع من الرقص وبدأت تطبقه فوصل الخبر للسلطان فأرسل لملك فرنسا رسالة يقول له فيها :
'' لقد سمعنا انكم ابتدعتم بدعة مغضبة لله ضارة للبشر لذلك فأنا آامرك أن توقف هذا الأمر فوراً وإلا سنوقفه بأنفسنا '' .
فما كان من ملك فرنسا إلا أن استجاب للسلطان ومنع الرقص في بلاده وظل الرقص ممنوعا في فرنسا وأوروبا قرابة قرن من الزمان .
ملابس الجيش العثماني :
قامت معركة بين إسبانيا وهولندا وكانت هولندا على علاقة طيبة مع الدولة العثمانية وكانت القوة في صالح إسبانيا فأرسل ملك هولندا يستغيث بالسلطان سليمان فأرسل له السلطان شيئاً عجيباً أرسل له أربعين طاقم من ملابس الجيش العثماني وأمره أن ٌيجعل مقدمة جيشه يرتدونها وبالفعل ارتدت مقدمة الجيش الهولندي أطقم الجيش العثماني وما أن رأت إسبانيا الملابس العثمانية حتى فروا من أمام الهولنديين ظنا منهم أن العثمانيون يقاتلون معهم. وظلت إسبانيا ثلاثون عاما لا تجرؤ الاقتراب من هولند.
اليد والتابوت :
قبل أن يموت سليمان أوصى من حوله أن يخرجوا يده من التابوت بعد موته وهم ذاهبون به إلى قبره فسألوه لماذا أيها السلطان ؟!
فقال حتى يعلم الناس إن أعظم سلاطين العالم خرج من الدنيا ولم يأخذ منها شيئاً.
صندوق الرسائل :
من مواقفه العظيمة أٌيضا رحمه الله أنه أوصى بعد موته أن يدفن معه صندوقه الخاص وبالفعل بعد أن مات جاءوا بالصندوق ليضعوه معه في قبره فاعترض العلماء إلا بعد أن يروا ما في الصندوق خشية أن يكون شيئا من متاع الدنيا وهذا لايجوز وبالفعل فتحوا الصندوق وكانت المفاجأة فقد وجدوا لفافات من ورق فيها فتاوى مكتوبة بخط هؤلاء العلماء، فقد كان سليمان لا يأخذ قرار إلا بعد أن يستشير العلماء ويطلب منهم أن يكتبوا له الفتوى بأيديهم حتى تكون
حجة له أمام ربه .
لذلك عندما رأى العلماء هذه الفتاوى وضعوا أيديهم على رؤوسهم وقالوا سامحك الله يا سليمان أنقذت نفسك وضيعتنا .
النهاية العظيمة :
بعد أن توقفنا وقفة سريعة مع بعض من مآثر هذا العملاق نصل معكم للنهاية المشرفة وهي وفاته رحمه الله.
فقد أصيب سليمان في أواخر أيامه بالنقرس وقد اشتد عليه المرض حتى اقعده إلا أن سليمان لم يستسلم للمرض وأصر أن يختم حياته بجهاد ففي عام ١٥٦٦م ذهب السلطان لمحاصرة مدينة سكتوار آخر حصون المجر وكانت المدينة شديدة التحصين والمسلمين لا يقدرون على فتحها فظل السلطان في خيمته يدعو ربه وقد هده المرض وبلغ عمره ٧٤ عاماً حتى فتحت المدينة وعندما وصلت الأخبار إليه بإتمام الفتح ابتسم وقال: '' الآن طاب الموت ''.
ومات رحمه الله كما تمنى ٢٠صفر ٩٧٤ھ ٥ من سبتمبر ١٥٦٦م وكما كان شعاره : '' أحب أن أموت غازيا في سبيل الله ''.
رحم الله سليمان بن سليم خان .
المقال القادم بإذن الله تعالى سليم بن سليمان وماذا حدث للإمبراطورية العثمانية بعد وفاة سليمان القانوني.
======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب.
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش.
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود.
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي.
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك.
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك.
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا.
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين.