أصعب ما في كتابة التاريخ انك لا تستطيع أن تتجاوز فترات الضعف و الانحدار لان أمانة النقل تفرض عليك أن تنقل الأحداث دون هوى أو تجاوز لما تكره لذلك ربما اكتب هذه الأحداث وأنا كاره لما اكتب لمشقتها على النفس .
نستكمل بمشيئة الله تعالى تاريخ الدولة العثمانية وكنا قد توقفنا في المقال السابق عند وفاة السلطان محمد الثالث وتولي ابنه السلطان أحمد أصغر سلاطين الدولة العثمانية حتى ذلك الوقت .
السلطان احمد الأول :
تولى الحكم بعد وفاة أبيه محمد الثالث سنة ١٠١٢ھ وكان تقيا ورعا محبا للعلم وعلى الرغم من محاولة السلطان لإعادة أمجاد بني عثمان إلا أن المشاكل التي عصفت بالدولة وكان على رأسها تمرد الانكشارية وكثرت ثوراتهم .
والانكشارية كما ذكرنا في بداية السلسلة كانوا القوة الضاربة للدولة العثمانية.
أهم أعمال السلطان احمد :
في عهده ارسلت الدولة العثمانية ولأول مرة كسوة الكعبة المشرفة بعد أن كانت ترسلها مصر ، كما أعاد بعض الاقاليم المنفصلة لسيطرة الدولة .
ومن اعماله أيضا عقد اتفاقيات مع النمسا وإنجلترا وفرنسا وهولندا وفي عهده أدخل الهولنديون '' التبغ '' وهو الدخان للدولة العثمانية وقد ادمنه بعض الانكشارية مما أدى لسقوطهم في انحراف جديد أضعف من قوتهم ومن قوة الدولة .
كما وقع السلطان أحمد معاهدة مع الدولة الصفوية كانت معاهدة مذلة للصفويين وسرعان ما نقض الصفويون المعاهدة بعدما استقرت أحوال دولتهم .
وقد توفي السلطان أحمد سنة ١٠٢٧ھ وتولى بعده أخيه مصطفى.
السلطان مصطفى الأول :
تولى سنة ١٠٢٦ھ ١٦١٧م والعجيب أنه كان مختل عقلياً لذلك أصدر مشايخ الدولة وعلمائها فتوى بضرورة عزله وبالفعل تم عزله وتولى بعده أخيه السلطان عثمان الثاني.
السلطان عثمان الثاني:
وقد كان قويا حازما استطاع أن يحقق بعض الانتصارات في بولنيا تولى الحكم سنة ١٠٢٧ھ ١٦١٨م ولكن خذلته قوات الانكشارية فقرر أن يتخلص من قادتهم فدبروا مؤامرة لقتله وقتلوه سنة ١٠٣٢ھ١٦٢٣م واعادوا أخيه مصطفى مرة أخرى ولكن تم عزله للمرة الثانية.
السلطان مراد الرابع:
تولى الحكم سنة ١٠٣٢ھ وكان ذو همة عالية استطاع أن يتخلص من تمرد الانكشارية ويعيد بعض املاك الدولة التي فقدت في عهد سابقيه وقد أصيب مراد الرابع بالنقرس الذي توفي بسببه بعد ذلك سنة ١٠٥٠ھ ١٦٤٠م.
السلطان إبراهيم الأول :
تولى بعد أخيه مراد الرابع وكانت شخصيته ضعيفة لذلك كثرت الاضطرابات في الدولة وازداد تمرد الانكشارية ولما حاول إبراهيم أن يقضي على تمرداتهم انقلبوا عليه وعزلوه سنة ١٠٥٨ھ وتولى بعده ابنه محمد الرابع.
محمد الرابع :
تولى الحكم سنة ١٠٥٨ھ ١٦٤٨م ولأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية يتولى سلطان لا يتجاوز عمره سبع سنوات ولكن من لطف الله بالدولة أن سير لها صدراً أعظم قوي هو '' أحمد باشا كوبريللي '' استطاع أن يحافظ على كيان الدولة .
ومن أهم الأعمال التي تمت في عهد محمد الرابع :
فتح قلعة نوهزل النمساوية والسيطرة على جزيرة كريت كما بدأ في عهده الصراع الروسي العثماني حول أوكرانيا ، ومن أهم الأعمال التي وقعت في عهده حصار فيينا للمرة الثانية ولكن المحاولة باءت بالفشل مما أدى إلى ثورة الانكشارية ضده وعزله وتولية ابنه السلطان ''سليمان الثاني'' .
المقال القادم بإذن الله تعالى نواصل الحديث عن بقية سلاطين الدولة العثمانية و نستكمل عوامل الضعف التي بدأت تعصف بالدولة .
======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب.
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش.
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود.
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي.
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك.
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك.
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا.
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين.