الحركة الماسونية ، ظهور القوميات ، حفر قناة السويس ، الانقلاب على السلطان عبدالعزيز ، انضمام السلطان للحركة الماسونية وإصابته بالجنون ، تولية عبدالحميد الثاني آخر سلاطين الدولة فعلياً ، ظهور القوميات .
تتسارع الاحداث مع اقتراب سقوط الدولة العثمانية ولذلك سنحاول أن نتناول هذه الاحداث بشيء من التفصيل من خلال مواصلة الحديث عن خلفاء و سلاطين الدولة لخطورتها وتأثيرها على العالم الإسلامي حتى الان.
السلطان عبدالمجيد الأول :
تولى الحكم سنة ١٢٥٥ھ ، ١٨٣٩م بعد أبيه السلطان محمود وقد وقعت في عهده العديد من الاحداث الهامة:
معاهدة لندن ١٨٤٠م :
بعد ازدياد نفوذ محمد علي وتغوله على الدولة العثمانية وسيطرته على الأسطول العثماني وانتصاره في معركة نصيبين واحتلال الشام ووصوله للبلقان ، تدخلت الدول الأوروبية وتحالفت مع السلطان العثماني وفرضوا على محمد علي معاهدة لندن والتي أعادت كل ما اخذه محمد علي واكتفى فقط بحكم مصروالسودان .
الحركة الماسونية :
وتعني البنأوون الأحرار (free masons) ، وهي من أخطر الحركات التي ظهرت في التاريخ وكانت سبباً أساسيا في ضعف وسقوط الدولة العثمانية.
نشأة الماسونية وتطورها :
ظهرت الماسونية لاول مرة سنة ٤٠ ميلادية حيث بدأت فكرتها على يد الإمبراطور الروماني هيرودوس ومستشاريه اليهوديان '' جيران ايبود و موآب لٱمي '' واستمرت لقرون ولكن كان لايزال تأثيرها ضعيفاً حتى عام ١٧٧٠م وكانت هذه هى النشأة الحقيقة على يد " آدموايز هاويت " والذى أسس اول محفل للماسونية عرف بالمحفل النوراني ١٨٣٠م.
افكارهم ومعتقداتها :
الماسونية فى حقيقتها منظمة يهودية سرية محكمة التنظيم تدعو إلى الالحاد و الاباحية والكفر ومحاربة الدين والتحرر من أي قيم أو أخلاق وهى تتستر فى ذلك وراء بعض الشعارات البراقة الكاذبة مثل '' الحرية والمساواة والإنسانية.
وسائلها وأهم شخصياتها :
تعمل الماسونية على ضم المشاهير على كل المستويات بما فيهم رجال الدين ورؤساء معظم الدول وتحويلهم مع الوقت إلى آلة فى يديها تحركهم كيفما تشاء ومن يفكر فى التملص من الحركة تفضحه بفضائح قد نصبتها له مسبقا وإذا لزم الامر تقتله .. ومن أبرز رجالها عبرالأزمنة المختلفة.'' جان جاك روسو '' جرجي زيدان '' كارل ماركس و نابليون بونابرت.'' محمد علي ''الخديو إسماعيل " ومن أهم محافلها الروتري والليونز .
هذه لمحة سريعة عن الماسونية وربما يكون هناك مقال مفصل عن الحركة قريباً بمشيئة الله.
فتنة الدروز والمسيحيين :
وقعت فتنة عظيمة بين الدروز الشيعة والمسيحية في لبنان ترتب عليها قيام حرب أهلية قتل فيها قرابة عشرين ألف وكانت لها دور كبير في ازدياد ضعف الدولة.
حرب القرم ١٨٥٣م :
بعد تولي حكومة القياصرة حكم روسيا بدأت تتوسع لتضم أملاك الدولة العثمانية والسيطرة على آسيا الصغرى والبلقان وامام هذه الاطماع كان لزاماً على الدولة أن تتصدى لهذه الأطماع لذلك اندلعت حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية والتي كبدت الدولتين خسائر فادحة.
توسيع المسجد النبوي :
من أعمال السلطان عبدالمجيد العظيمة إعادة بنائه وترميمه للمسجد الحرام حيث ظل يعمل في تجديده ١٣سنه وحوله لتحفة معمارية عظيمة.
السلطان عبدالعزيز :
تولى الحكم سنة ١٢٧٧ھ ١٨٦١م وكانت له شخصية قوية حيث اهتم بالاصلاحات الداخلية وأنشأ السكك الحديدية وقد وقعت في عهده أحداث وأعمال خطيرة أهمها :
ظهور القوميات والعصبيات :
فكرة القومية هي بالأساس فكرة ألمانية الهدف منها توحيد العرقيات والدول حسب اللغات وكانت هذه الفكرة الخبيثة من الافكار التي ساعدت ضياع الوحدة وسقوط الخلافة حيث بدأت الدول الإسلامية التي لا تتحدث التركية تنفصل عن الدولة العثمانية.
مشروع قناة السويس :
بعد اكتشاف فاسكو دي جاما طريق رأس الرجاء الصالح ١٤٩٨م وتحكم بريطانيا فيه، قررت فرنسا أن تحفر قناة تصل البحرين الاحمر والمتوسط لتتحكم هي فيه وبدأت الفكرة تتنامى، حتى جاء محمد سعيد باشا الذي أعطى للمهندس الفرنسي دي ليسيبس امتياز حفر القناة وتم افتتاحها في عهد إسماعيل ١٨٦٩م وكانت عاملًا من عوامل التدخل الأوروبي والاحتلال البريطاني لمصر.
الانقلاب على السلطان عبدالعزيز :
حاولت الدول الأوروبية فرض الوصاية على السلطان بفرض بعض الدساتير والقوانين لتطبيقها فرفض السلطان عبدالعزيز فتحالفت الدول الأوربية مع مدحت باشا وتم الإنقلاب على السلطان عبدالعزيز ثم قتله.
السلطان مراد ابن عبدالمجيد :
تولى الحكم سنة ١٢٩٣ھ بعد الانقلاب على السلطان عبدالعزيز وكان هذا السلطان منحرفا ، انضم للماسونية وتشرب أفكارها وأدمن شرب الخمر حتى أصيب بالجنون فاصدر العلماء فتوى بخلعه من الحكم بعد تسعين يوماً من توليه الحكم وتولى بعده.
'' السلطان عبدالحميد الثاني '' البطل المجاهد الذي ظلمه التاريخ الذي سنتناوله بالتفصيل في المقال القادم ونختم به سلاطين الدولة العثمانية بمشيئة الله تعالى.
======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب.
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش.
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود.
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي.
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك.
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك.
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا.
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين.