التاريخ الإسلامي التاريخ الإسلامي
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

ماذا قدم العثمانيون للإسلام ؟! ( 27 والأخيرة) - تاريخ الدولة العثمانية من التأسيس حتى السقوط


انتهينا من الحديث عن سلاطين الدولة العثمانية وتوقفنا في المقال السابق عند سقوط الدولة وانتهاء عصر الخلافة وفي هذا المقال سوف نعقب على أهم ماقدمه العثمانيون للإسلام ولأن المجال لا يتسع لذكر كل ماقدموه اخترت لكم بعض مما قدمه آل عثمان لخدمة الإسلام .

تعتبر فترة الخلافة العثمانية أطول وأكبر فترة حكم في التاريخ الإسلامي منذ بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) وحتى سقوط الخلافة سنة 1924م.

أكثر من ستة قرون اتسعت فيها الدولة العثمانية اتساعا عظيما وامتدت في ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وبلغ اتساعها حوالي 20 مليون كم2 لتصبح الدولة العثمانية أكبر دولة في تاريخ الإسلام من حيث المساحة وفترة الحكم.

وقد مرت الدولة العثمانية خلال فترة حكمها بمراحل قوة ومراحل ضعف ، وتعاقب عليها عشرات السلاطين والخلفاء وقد قدمت خلال فترة حكمها خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في الأصقاع المختلفة.

ومن أعظم ما قدمه العثمانيون للإسلام والذي يريد أعداء الدولة العثمانية إخفاءه:

 أولاً : الدفاع عن المقدسات الإسلامية :

لقد ظلت الدولة العثمانية خلال فترة حكمها حصنا حصينا للاسلام وسدا منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه أن يعتدي على مقدسات المسلمين ومن أعظم مواقف العثمانيين تصديهم للمؤامرة الصليبية لمهاجمة مقدسات المسلمين ففي القرن السادس عشر وضع البرتغال الصليبي مخططا خبيثا يقوم على “دخول البحر الاحمر وإقليم الحجاز واحتلال ميناء جدة ثم الزحف إلى مكة واقتحام المسجد الحرام وهدم الكعبة المشرفة ثم الزحف إلى المدينة المنورة ونبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وبعد المدينة يتم التوجه إلى تبوك والانطلاق من تبوك لبيت المقدس والسيطرة على المسجد الاقصى وبذلك تقع مقدسات المسلمين ومساجدهم الثلاثة في يد الصليبيين ".

وبالفعل بدأ البرتغاليون في تنفيذ مخططهم الخبيث وحاولوا السيطرة على البحر الاحمر تمهيدا للدخول الى الحجاز الا ان الله سبحانه سخر لهذه الأمة العثمانيين ليذودوا عن مقدساتها فاستعدت البحرية الإسلامية العثمانية في البحر الاحمر واستطاع العثمانيون إحكام السيطرة على البحر الاحمر من ناحية مصر واليمن حتى وصل الامر بالعثمانيين لمنع أي سفينة مسيحية من العبور منه ، وتم التصدي بنجاح لهذه الحملات الآثمة وأنقذ العثمانيون مقدسات المسلمين قبل أن تقع في أيدي الصليبيين.

ومن مواقف العثمانيين في الدفاع عن مقدسات المسلمين وقفة السلطان عبدالحميد الثاني في وجه المشروع الصهيوني لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ومقولته الشهيرة :
“انصحوا الدكتور هرتزل ألا يفكر في فلسطين فوالله إن عمل المبضع في جسدي لأهون علي من أن أرى فلسطين وقد بترت من أرض الخلافة.“

ثانياً: مواجهة الخطر الصفوي الشيعي:

الدولة الصفوية الشيعية في إيران أسسها اسماعيل الصفوي على المذهب الشيعي لتكون خنجرا مسموما في ظهر الاسلام، وقد ارتكب الصفويون جرائم بشعة في حق الاسلام والمسلمين فاحتلوا العراق وفارس وأذربيجان وقتلوا مئات الألآف من المسلمين السنة، ومارس إسماعيل الصفوي أشد أنواع التعذيب ضد السنة لإجبارهم على اعتناق مذهبه الخبيث ثم بدأ يشعل الفتن داخل الدولة العثمانية لتفكيكها وإضعافها، وقد وصل به الاجرام أن يتحالف مع الصليبيين ليسهل لهم الدخول إلى مكة والمدينة لنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيه ضربة موجعة للدولة العثمانية. 
وأمام هذا الفجور والاجرام أرسل السلطان سليم الأول رسائله للصفوي يهدده ويتوعده ويطالبه بالرجوع عن أفعاله إلا أن الصفوي استهزئ بالسلطان واستمر في إجرامه ، فجهز سليم الأول جيشا قوامه مئة ألف مقاتل واتجه به إلى إيران والتقى بجيش الصفوي في جالديران في الثاني من رجب لعام 920ھ الثالث عشر من أغسطس 1514م واستطاع سليم الأول بفضل الله أولا ثم استعداداته الجيدة ثانيا أن يدك حصون الصفويين وينتصر عليهم ويدخل عاصمتهم تبريز.

ثالثا: العثمانيون ومسلمي الأندلس:

لقد تعرض العثمانيون لافتراءات الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين اتهموهم كذبا وزورا بأنهم تخلوا عن مسلمي الأندلس ولم يقدموا لهم يد العون ، والحقيقة أن هذا الكلام عار تماما من الصحة فقد قدم العثمانيون مساعدات عظيمة لمسلمي الأندلس إلا أن الظروف السياسية والجغرافية كان لها دور كبير في تعقيد الامور.

ٌ فعندما بدأت الاستغاثات تأتي للعثمانيين من بلاد الأندلس في عهد السلطان بايزيد الثاني لم يتأخر السلطان وجمع حاشيته واتخذ الاجراءات اللازمة لإنقاذ مسلمي الاندلس إلا أن الاوضاع الصعبة التي كانت تمر بها الدولة العثمانية كالخلاف مع المماليك الذي بدأ منذ عصر السلطان محمد الفاتح وظهور الخطر الصفوي ، كلها أمور جعلت هذه المساعدات ليست بالقدر المطلوب ، وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف المساعدات بل ازدادت في عهد السلطان سليم الأول الذي عين خير الدين بربروسا قائدا للبحرية الإسلامية وجعله نائبا عنه في الشمال الأفريقي وأرسل له قوة من المدفعية و ألفين من جنود الإنكشارية وأمره بالتوجه لإنقاذ مسلمي الاندلس وكذلك السلطان سليمان بن سليم الذي واصل مسيرة أبيه في تقديم المساعدات لإنقاذ مسلمي الاندلس ، فأرسل لبربروسا ثمانين سفينة وثمانية آلاف مقاتل ثم جاء سليم الثانى بن سليمان وأرسل الاسلحة والمؤن وأرسل أربعة آلف من جنود الانكشارية نحو الاندلس.

كل هذه المحاولات بذلها العثمانيون لانقاذ مسلمي الاندلس وقد نجحوا في إنقاذ عشرات الآلاف من المسلمين الأندلسيين من محاكم التفتيش.

هذه بعض الخدمات التي قدمها العثمانيون للإسلام والمسلمين وما زالت صفحات التاريخ مليئة بالعديد من الانجازات والخدمات العظيمة التي قدمها العثمانيون للإسلام خلال فترة حكمهم ، والتي ربما نذكرها في مقالات قادمة بإذن الله تعالى.

          “رحم الله آل عثمان وتقبل جهادهم“

                             أنتهى 













======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب. 
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش. 
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود. 
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي. 
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك. 
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك. 
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا. 
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين.                                

عن الكاتب

التاريخ الإسلامي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

التاريخ الإسلامي