نزعوا عن الاعناق خير قلادة ..
ونضوا عن الأعطاف خير وشاح
ِفلتسمعن بكل أرض داعيا ..
يدعوا الى الكذاب والسجاح
ولتشهدن بكل ارض فتنة ..
فيها يباع الدين بيع سماح
الحدث الأخطر في تاريخ الإسلام ، والمصيبة الأعظم في العصر الحديث ، فالحديث عن سقوط الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة الإسلامية حديث مؤلم تتقطع له القلوب وتقهر منه النفوس وتسٱل له العيون ، ولكن سنة الله لا تحابي أحد فالأمة مؤيدة بالنصر مادامت على الطريق الصحيح ، أما إذا حادت وغيرت وبدلت فالنتيجة حتماً معروفة وهي الهوان والخذلان و الاستبدال ، لذلك في هذا المقال سنتناول باختصار أسباب وأحداث سقوط الدولة العثمانية.
أولاً أسباب السقوط :
لم يكن سقوط الدولة مستغرباً أو مفاجئا فقد توفرت وللأسف الشديد العوامل التي كانت كفيلة أن تسقط اي دولة مهما بلغت من قوة ومن أهم هذه العوامل:
١- ظهور القوميات والعصبيات :
كان ظهور فكرة القوميات و العصبيات وتفضيل الجنس التركي عن باقي الاجناس في اوٱخر العهد العثماني سببا أساسيا من أسباب سقوط الدولة.
٢- ضعف الحكام وغياب القيادة الربانية :
توالى على الدولة العثمانية مجموعة من السلاطين الضعفاء الذين تركوا الجهاد وتفرغوا للمتع والشهوات مما أدى إلى انهيار وضعف الدولة.
٣- الصوفية المنحرفة وأنتشار البدع :
من أخطر العوامل التي أدت لسقوط الدولة العثمانية الانحرافات العقائدية التي بدأت تزداد في أواخر عهد الدولة فقد انحرفت الصوفية بشكل خطير وانتشرت البدع والخرافات والشركيات.
٤- ظهور الحركات المشبوهة والأحزاب المنحرفة :
من أسباب ضعف وسقوط الدولة أيضاً ظهور الفرق المنحرفة مثل الاثني عشرية والدروز ويهود الدونمة والاتحاد والترقي وغيرهم ممن ابطنوا الكفر واظهروا الإسلام وكانوا معاول هدم.
٥- انتشار الترف والانغماس في الشهوات :
انغمس سلاطين الدولة ورجال الحكم في الترف والملذات وتخلوا عن الجهاد وهذا أدى إلى الخوار و الانهزام وضياع الدين.
٦- البعد عن العلماء :
من يلاحظ فترات قوة الدولة العثمانية سيجد أن وجود العلماء بقوة في المشهد السياسي كان عاملاً أساسياً في كل ماحققته الدولة من إنجازات عظيمة وهذا ما لم يحدث في أواخر الدولة مما أدى إلى ضلال الحكام وبعدهم عن المنهج الرباني.
٧- المؤامرات والمخططات الخارجية :
مع كل ماسبق يبقى هذا العامل من أخطر العوامل التي أدت لسقوط الدولة حيث خطط أعداء الإسلام للقضاء عليها فوضعوا الخطط وصنعوا العملاء على أعينهم وبدأوا في تنفيذ أغراضهم الخبيثة في إسقاط الخلافة والقضاء عليها وتوجت هذه المخططات باتفاقية سايكس بيكو.
أحداث السقوط :
على الرغم من حالة الضعف التي عاشتها دولة الخلافة في أواخر أيامها إلا أنها مع هذا الضعف كانت شوكة في حلق أوروبا وأعداء الإسلام وكان عبدالحميد الثاني يمثل عقبة كؤود أمام تنفيذ أوروبا واليهود لمخططاتهم على العالم الإسلامي .
لذلك دبر اليهود والنصارى مؤامرة خبيثة وقاموا بتنفيذها عن طريق غلمانهم وعملائهم '' يهود الدونمة والاتحاد والترقي " وبدأت خطة القضاء على الخلافة بانقلاب ١٩٠٩م حيث أصدر البرلمان قرار بعزل السلطان عبدالحميد الثاني وتم تحديد إقامته ، ثم تعيين أخوه محمد رشاد الذي استمر في الحكم من عام ١٩٠٩م حتى ١٩١٨م وقد وقعت في عهده الحرب العالمية الاولى والتي هُزمت فيها الدولة العثمانية ، وفي عام ١٩١٦م تم توقيع اتفاقية سايكس بيكو والتي قسمت أملاك الدولة العثمانية بين ثلاث دول فرنسا بريطانيا روسيا ، وفي عام ١٩١٨م تولى الحكم محمد وحيد الثالث والذي كان لعبة في يد الاتحاديين ويهود الدونمة ثم تنازل لعبدالمجيد الثاني وعلى الرغم من أن السلطان عبدالمجيد كان ذا هيبة إلا أنه أيضا كان لا يملك من أمره شيئا حيث تآمر عليه أتاتورك رئيس الجمعية الوطنية التركية وقيد سلطاته بل وضعه تحت وصايته بدعم من أوروبا وفي عام ١٩٢٣م تم إعلان الجمهورية التركية.
و تولى أتاتورك الحكم فعلياً بعد أن قام الاتحاديون بنفي السلطان عبدالمجيد وعلى الرغم من أن أتاتورك تظاهر بحبه للإسلام إلا أنه سرعان ما ظهر على حقيقته واتضح أنه كان عميل لليهود وخائن للمسلمين حيث قام هذا المجرم بإلغاء الخلافة الإسلامية في ٣مارس عام ١٩٢٤م ، وأعلن الحرب على كل ماهو إسلامي وألغى الشريعة واستبدلها بقوانين وضعية .
وانتهت بذلك دولة الخلاقة الإسلامية وسقطت الدولة العثمانية بعد ستة قرون من العمل للدين ونشر الإسلام وإعلاء رايته خفاقة في سماء الدنيا.
======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب.
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش.
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود.
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي.
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك.
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك.
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا.
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين.