التاريخ الإسلامي التاريخ الإسلامي
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

معركة أنقرة و السقوط الأول (6) - تاريخ الدولة العثمانية من التأسيس حتى السقوط


'' كما أن لهذه السماء إله واحد فلابد أن يكون للأرض سيد واحد ".
ما قصة هذه الكلمات؟ وماقصة المجرم الذي قالها ؟ وماذا حدث للأمة بسببه؟ وما هو السقوط الأول؟ وكيف كانت النهاية الأليمة لسلطان من أعظم سلاطين بني عثمان ؟


تيمور لنك '' الأعرج المجرم '' :

في الوقت الذي كانت تنطلق فيه الدولة العثمانية لفرض كلمتها على العالم ونشر الإسلام في ربوعه من شرقه إلى غربه كانت هناك قوة أخرى لا تقل قوة ولكنها قوة منحرفة وهي قوة المجرم الأعرج تيمور لنك .
تيمور لنك حفيد جنكيز خان ولد في مدينة كش التابعة لبلاد ماوراء النهر دخل الاسلام مع جموع التتار الذين
أسلموا بعد سقوط بغداد واعتنق المذهب الشيعي وكان ماكرا شديد القوة يكره السنة ويبطن العداء للإسلام وأهله.
استطاع هذا المجرم الاعرج أن يكون جيشا ضخماً وانطلق للسيطرة على العالم والقضاء على أي قوة سنية تحكم المسلمين .
وكان جيش تيمور لنك يتكون من جنسيات مختلفة لذلك وضع لهم لغة تجمعهم جميعهم وهي اللغة الأوردية '' لغة الحرب '' .
وانطلق هذا المجرم يدمر الأخضر واليابس يقتل كل من يواجهه من المسلمين السنة ،‫ حتى أنه كان يستمتع وهو يرى جماجم القتلى متراصة أمامه كالأهرامات .
سيطر على خراسان والعراق واتجه للشام ودخل حلب‫، وبعد أن أمن أهلها على أرواحهم غدر بهم وقتل منهم أكثر من عشرة آلاف بحجة أن أجدادهم وقفوا مع معاوية ضد على بن أبى طالب يوم صفين وهذا كذب وفجور وتدليس فعلي ومعاوية بريئين منه ومن أمثاله. 


معركة أنقرة والسقوط الأول :

بعد أن تولى تيمور لنك حكم خراسان سنة 770 ھ 1369 م توسع وسيطر على سجستان وأفغانستان وأذربيجان ثم اتجه نحو الأناضول وقتل الحاكم العثماني ثم واصل توسعاته نحو آسيا الصغرى وسيطر عليها أيضا ،‫ وكان السلطان بايزيد في ذلك الوقت يحاصر القسطنطينية وكان على وشك أن يفتحها ولكن بمجرد علمه بهجوم تيمور لنك على أملاك المسلمين السنة عاد مسرعاً وفك الحصار عن القسطنطينية والتقى بجيوش تيمور لنك في سهل أنقرة 19 ذي الحجة 804 ھ - 1402م ،‫ وكان جيش بايزيد مائة وخمسة وعشرون ألفاً وجيش تيمورلنك ثمانً مائة ألف .
 وبدأت معركة طاحنة وأثناء المعركة كان في جيش
بايزيد عدد كبير من الشيعة انسحبوا من صفوف العثمانيين وانضموا لتيمور لنك وعلى الرغم من فارق العدد الكبير لصالح التيموريين إلا أن السلطان بايزيد قاتل قتال رهيبا ولم يستسلم ولكن عدد جيش تيمور لنك وقوتهم أدت إلى هزيمة بايزيد الثاني وأسره وسقوط الدولة العثمانية وتفتت أمالكها.

وبعد معركة أنقرة قام المجرم تيمور لنك بإعادة الممالك والامارات التى فتحها العثمانيون إلى النصارى مرة
أخرى وكان انتصاره على العثمانيين فرحا لكل نصارى العالم.


النهاية المؤلمة :

بعد هزيمة العثمانيين وسقوط دولتهم قام المجرم تيمور لنك بالقبض على السلطان بايزيد وأبنائه وزوجاته ثم اقتاده معه مقيدا في السلاسل وحبسه في قفص خشبي إهانة له وإمعانا في الاهانة جاء بأهله وجعلهم خدما له في قصره وما أن رأى السلطان المشهد حتى ازداد همه وغمه ومات كمدا وغيظا في 15 شعبان عام 805ھ 1402م وعمره أربعا وأربعين سنة فقط .!! 

يٌقول ابن حجر العسقلاني:
'' كان بايزيد الأول من أكبر ملوك الاسلام واتمهم
ٌيقينا وأٌمنهم نقيبة وأكثرهم غزوا في بلاد الكفار ًا
ومحاربة لإعداء الله'' .

هكذا كان بايزيد بن مراد بن أورخان رحمه الله صاعقة فوق رؤوس أعداء الاسلام .
وهكذا فعل المجرم تيمور لنك بالعالم الاسلامي مزقه بعدما توحد وأخر المسلمين أكثر من عشر سنوات ،‫وكان سببا في السقوط الاول للدولة العثمانية ،‫بل لم يكتفي بذلك إنما أشعل الفتنة بين أبناء بايزيد ليزدادوا فرقة ، وعادت الدولة العثمانية إلى بدايتها مرة أخرى بسبب هذا الأعرج المجرم حتى خرج بطل جديد استطاع أن يعيد العثمانيين إلى سابق قوتهم وعزتهم وينطلق بهم الانطلاقة الثانية والتي سيقود بها العثمانيون العالم بأسره وينشروا الاسلام في كل ربوع الدنيا .

فمن هو ذاك البطل ؟ وكيف استطاع أن يعيد للعثمانيين مجدهم؟ وما قصة الشيخ الضال ؟!


توضيح هام :
انطلاقاً من أمانة الكلمة عاهدناكم أن ننقل لكم تاريخ الدولة العثمانية بحيادية تامة بعيدا عن أي أهواء ، لذلك سنعرض كل الأراء ،‫ ومن هذه الآراء ما ذكره بعض المستشرقين أمثال "جببونزو" بأن السلطان بايزيد
الصاعقة قتل أخيه الصغير منه ،‫ وأن الدولة العثمانية فرضت ما يعرف بضريبة الغلمان وغيرها من الشبهات التي أثيرت حول الدولة العثمانية ، ولان هذه القضايا هامة جدا وفيها الكثير من التفاصيل ، لذلك بمشيئة الله تعالى سيتم تجميع كل الشبهات التي ألصقت بالعثمانيين وسنتناولها في آخر السلسلة تحت عنوان شبهات وردود وسنجيب عليها كلها بالتفصيل وسنوضح بالادلة والوثائق وآراء ثقات التأريخ والافتراءات التي تعرضت لها الدولة العثمانية وأيضاً الاخطاء التي وقعت فيها‫. 

 














======================================
المصادر :
1- العُثمانيون في التاريخ والحضارة، محمد حرب. 
2- تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة، محمد سهيل طقوش. 
3- تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة، سيد محمد السيد محمود. 
4- تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي، أحمد فؤاد متولي. 
5- تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك. 
6- الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق گوندوز وسعيد أوزتورك. 
7- تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا. 
8- الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، مجموعة من المؤرخين والباحثين. 

عن الكاتب

التاريخ الإسلامي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

التاريخ الإسلامي