في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثر فتح البلاد وظهرت الحاجة في عهده إلى وجود ترتيب سنوات، وذُكِر له أمر التاريخ، فقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضعوا للناس شيئًا يعرفونه ، فقال بعضهم: اكتبوا على تأريخ الروم ، فقيل: إنَّهم يكتبون من عهد ذي القرنين، فهذا يطول، وقال بعضهم: اكتبوا على تأريخ الفرس، فقيل: إنَّ الفرس كلَّما قام ملك طَرَح من كان قبله، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا: كم أقام رسول الله بالمدينة؟ فوجدوه عشر سنين، فكُتب التأريخ من هجرة رسول الله.
ولكن برزت معضلة ؛ إذ كان على المسلمين أن يختاروا شهرًا يبدأون به تقويمهم مثلما اختاروا سنةً لهذه البداية ، فعن محمد بن سيرين رحمه الله، قال: قام رجلٌ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أرِّخوا، فقال عمر رضي الله عنه: ما أرِّخوا؟ قال: شيءٌ تفعله الأعاجم، يكتبون في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حَسَنٌ، فأرِّخوا. فقالوا: من أيِّ الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان، ثم قالوا: المحرَّم، فهو منصرف الناس من حجِّهم، وهو شهرٌ حرام، فأجمعوا على المحرم.
وكانت بداية العمل بالتاريخ الهجري في عهد عمر بن الخطاب في 20 من جُمَادى الآخرة عام سبعة عشر من هجرة النبيِّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ومن هذا التوقيت جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي كأوَّل سنةٍ من الهجرة ، وجعلوا أوَّلها من الشهر المحرَّم وأوَّل من أرَّخ "يعلي بن أميَّة" وهو باليمن.
وكانت بداية السنة الهجريَّة الأولى يُوافِق يوم الخميس 15 من يوليو عام 622م، وتُسمَّى هذه السنة سنة الإذن؛ أي الإذن للرسول وأصحابه بالهجرة من مكة إلى المدينة ويتكوَّن التقويم الهجرى من 12 شهرًا قمريًّا؛ أى أنَّ السنة الهجريَّة تُساوي 354 يومًا تقريبًا، والشهر فى التقويم الهجري إمَّا أن يكون 29 أو 30 يومًا.
======================================
المراجع :
_ ابن الأثير ( الكامل في التاريخ )
- ابن الجوزي ( المنتظم في تاريخ الملوك والأمم )
- ابن كثير ( البداية والنهاية )
- ابن تيمية ( مجموع الفتاوى )