خمسة خصال جميلة في الروم

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها ، و الروم ذات قرون كل ما سقط قرن ظهر غيره ».

في صحيح مسلم قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص ، سمعت رسول الله يقول : « تقوم الساعة و الروم أكثر الناس » فقال له عمرو : أبصر ما تقول ؟! قال : أقول ما سمعت من رسول الله فقال : لئن قلتَ ذلك ، إن فيهم لخصالا أربعا : إِنهم لأحلـمُ الناس عند فـتـنة ، و أسرعهم إِفاقـة بعد مصيـبة ، و أوشكهم كـرّة بعد فـرّة ، و خيرهم لمسكين و يـتـيم و ضعيـف ، و خامس حسنة و جميلة أمنعهم من ظلم المُـلوكِ .

كان "عمرو بن العاص" رضي الله عنه أكثر الصحابة إلتصاقا بالروم و ذهابا إلى بلادهم و تفاعلا معهم ، فقد جاب كل بلاد الأرض تقريبا تاجراً و قائداً عسكرياً مرموقاً .. وقد كان عارفا بأخلاق الروم و نفسياتهم و خصالهم ، وانطلق من ذلك إلى تفسير و تحليل حديث الرسول صل الله عليه وسلم يُعدد خصال الروم الذين حاربهم و هزمهم وأستلب منهم أعز بلادهم في مصر و الشام ، و هو يصف خصومه بالآتي :

1- « إنهم لأحلم الناس عند فـتنة » :

فلا تذهب عقولهم ، ولا يطيش فكرهم أو يفقدون إتزانهم عند الفـتن و الملمات و الأحداث الجسام و الحروب أو النكبات.

2- « وأسرعهم إفاقـة بعد مصيبة » :

فيخرجون من الحروب الكبرى المدمرة وقد إستعادوا مكانتهم الحضارية ، وأعادوا بناء دولهم ، وصححوا أخطاءهم ، واستفادوا من دروس مِحنهم. 

3- « وأرحمهم لمسكين و يتـيم و ضعيف » :

والحقيقة أن بلاد الغرب لا تكاد تجد فيها جائعا أو فقيرا أو يتيما دون رعاية ، في الوقت الذي تجد بلاد المسلمين الغنية بالموارد تعج بمن لا يجد طعاما ولا حياة كريمة رغم عظمة الإسلام في تعاليمه الإجتماعية.

4- « و أوشكهم كـرة بعد فـرة » :

فهم سرعان ما يستعيدون قوتهم ، ويكرون على عدوهم مرة أخرى بعد الهزيمة. 

5- « أمنعهم من ظلم المُلوك » :

حيث لا يظلم الحاكم رعيته ، و يعتبر نفسه خادما لهم ، وما أعظمها من كلمة قالها "عمرو بن العاص" رضي الله عنه وهو يختم صفاتهم بقوله : « و خامس حسنة جميلة » وكأن هذه الصفة هي أعظم ما لديهم و أجملها وهي التي تأتي بالأخرى و تحفظها ، فالعدل أساس المُلك.

لكن مع ذلك كله لا يمكن أن نغفل (ليس إعجاباً أو انبهاراً أو انهزاماً نفسياً وعقدة نقص) وإنما تحسرا على خصال ، كان ينبغي أن يكون المسلمين أحق بها وأهلها ، ومنها ما ذكره عمرو رضي الله عنه ولا سيما الخصلة الخامسة التي وصفها بأنها حسنة جميلة وهي: أمنعهم من ظلم الملوك ...!!!