في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول 1788م ، أعلنت الإمبراطورية العثمانية الحرب على الروس لوقف اطماع توسع الامبراطورة الروسية كاترين العظيمة ، وكانت الإمبراطورية النمساوية في تحالف صليبي مع الروس لاضعاف العثمانيين ، لذا دخل النمساويون الحرب ضد العثمانيين في فبراير 1788م.
تحرك الجيش النمساوي بقيادة الامبراطور جوزيف الثاني ، وقد يبلغ قوامه 100 ألف جندي ، الى حدود الدولة العثمانية (في رومانيا حاليا) ، وعبرت فرقة فرسان كشافة الجيش النّمساوي نهر (تيميز) الذي يفصل بين الامبراطوريتين ، ليستطلعوا ما إذا كان هناك أثر للجيش العثماني .
وفي طريقهم وجدوا تجمع للغجر حيث يُباع الخمر فجلسوا وسكروا حتى الثمالة ، بعد قليل جاءت مجموعة أخرى من المشاة النّمساويين للإنضمام لهم ويبدوا أنّهم كانوا على علم بهذا الموقع ، الا ان فرسان الكشافة رفضوا مشاركتهم الخمر و كانوا سكارى بما يكفي لتكون الكارثة .
وفي خضم الجدال أطلق أحد الجنود طلقة ، فصاح المشاة أنهم يتعرضوا لهجوم عثماني ، فصاحوا «الترك .. الترك» ففزعوا و فروا هاربين بينما جهز البعض الاخر اسلحته و اطلق النار ليصيب زملائه ، ظنت الكتائب المتقدمة بدورهم أن العثمانيين هجموا! فبدأت كتائب المقدمة في الهروب ناحية المعسكر النمساوي الرئيسي للتجمع فيه .
وفي وسط هذا التراجع الفوضوي هتف الضباط الذين أرادوا وقف هذا الارتباك « Halte ! Halte ! » اي « توقف ! توقف » ، ففسرها البعض على أنهم عثمانيون يصيحون باسم «Allah! » الله ، وكان الجيش النمساوي به جنود كثيرون يتحدثون الألمانية والصربية والكرواتية ولغات عديدة وكان كل منهم يصيح بلغه مختلفة ، وساعد ايضا انتشار الضباب فظن المعسكر أن هؤلاء هم الأتراك يعصفون بالمعسكر ، ففتحوا النيران على بعضهم ونشب القتال وبدأ الكل في قتل من بجواره وعمت الفوضي .
كانت الكارثة كبيرة لدرجة أن الإمبراطور النمساوي "جوزيف الثاني" ، القائد العام للقوات المسلحة ، سقط عن حصانه في مجرى مائي ، و قتل في هذه المعركة أكثر من 10 آلاف وفرً الباقون .
ثم بعد يومين ، وصل الجيش العثماني بقيادة السّلطان عبد الحميد الأول والصدر الأعظم خوجة يوسف باشا ، ليجدوا 10,000 قتيل من الجيش النمساوي ملقى على الارض ، و أسروا العديد من جنود الجيش النمساوي الهائمين على وجوههم الذين استسلموا للمسلمين بسهولة .