أول ظهور للعلمانية كان في "قوم شعيب" ، كما يقص القرآن استنكارهم ربط الدين بالدنيا حيث قال له قومه: { قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} (سورة هود - 87 ).
ذلك أنهم أصحاب تعاملات تجارية محرمة فطرة وشرعاً ، فأرادوا بذلك ألا يكون للدين دخل في الحصول على الأموال واستثمارها وإنفاقها ، و حاولوا فصل الدين عن حياتهم الدنيوية لئلا يؤثر على أهدافهم ومرادهم ، وظنوا أن الدين في المسجد فقط.
ما أذِن به قوم شعيب هي العلمانية في أوضح صورها (لك أن تصلي وتعبد الله كما تشاء في خاصة نفسك) .
فكان رد الله تعالى عليهم العذاب العظيم :
{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (سورة الأعراف - 78)
جاءتهم غمامة كبيرة أظلتهم ، ففرحوا بها وتصوروا أنها تحمل لهم المطر ، ثم فوجئوا بالغضب وأنهم أمام عذاب عظيم في يوم عظيم.
أدركتهم صيحة جبارة من السماء جعلت كل واحد منهم يجثم على وجهه في مكانه الذي كان فيه.
لقد صعقت الصيحة كل مخلوق حي ، فلم يستطع أي منهم أن يتحرك أو يجري أو يختبئ أو ينقذ نفسه ، كل ما استطاعه هو أن يجثم في مكانه مصروعاً بالصيحة.