حظي علماء وأطباء المسلمين باستقلال فكري عن التراث اليوناني على الرغم من الهيبة والمكانة التي بقيت راسخة لنظريات مشاهير أطباء اليونان أمثال (أبقراط و جالينوس) .
فلقد كانت هنالك العديد من النظريات الطبية الخاطئة التي ظلت تؤخذ كحقائق علمية مثبتة إلى أن تحقق منها أطباء الحضارة الإسلامية وبينوا الخلل فيها وقاموا بتصحيحها ..!!
حيث نقد العديد من الأطباء نظريات "جالينوس" وأقواله ، وأبرز من نقده منهم: "الرازي ، ابن سينا ، ابن زهر ، ابن أصيبعة ، ابن النفيس".
فكان (ابن زهر) غير مقتنع بتشريح "جالينوس" للحيوان ، فقام هو بتشريح الموتى للوصول لأقرب النظريات الصحيحة .
بل ورفض (ابن النفيس) تقليد آراء "جالينوس" حول وظيفة الكبد والقلب والرئتين ؛ فلم يؤمن بنظريته القائلة بأن الدم ينساب من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر عبر ثقوب ، وإن وظيفة الرئتين الرفرفة فوق القلب لتبريده ، فكان ذلك بدايةً لاكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية الصغرى .
وأما الطبيب (علي بن العباس المجوسي) قد أبطل قول "أبقراط" بأن الطفل في رحم الأم يتحرك بتلقاء نفسه ويخرج بحركته هذه من الرحم .
وصحح "ابن العباس" هذه النظرية الخاطئة ، وذكر أن الرحم هو الذي يدفع الطفل إلى الخروج بواسطة انقباض العضلات، كما يثبت ذلك الطب الحديث .