تعرفه أوروبا كلها وخصوصا هولندا وقت احتلالها لأندونيسيا حيث مرمغ بطلنا وجه هولندا في الأرض وكسر هيبتها ومهد لاستقلال بلاده وزرع فضيلة الجهاد ضد المحتل الهولندي .
وكان دافعه للجهاد هو دافع ديني وليس قومي أو ديمقراطي .
ثار ضد الإحتلال بعد ان وجد التنصير على قدم وساق بين شعبه فأحس بالغيرة على الإسلام أن يخرج من بين قلوب شعبه بعد أن رزقهم الله نعمة نور الإسلام .
لقبه أعداءه الهولنديين بـ"بطل الشرق" لما رأوا به من بطولة وعبقرية، والفضل ما شهدت به الأعداء .. وخبره أنه تولى الحكم خلال الفترة من 1629 ـ 1670م ، وكان هو السلطان السادس عشر للدولة ، لما رأى أبوه من نجابته وكفايته فوض إليه أمور الحكم وسلمه زمامه، ولم يكن له منازع.
خاض (حسن الدين) مع المستعمرين الهولنديين معارك طاحنة كان منها المعركة البحرية الهائلة بين أسطوله والأسطول الهولندي عند جزيرة "بوتون" والتي لم يصدق التاريخ الهولندي خروجهم منها سالمين.
وحدث وأنه هجم الهولنديون بأساطيلهم على حصن لـ(حسن الدين) في "لاها" ـ أمبون ـ واحتلوه غدراً، وما كان من المجاهد (حسن الدين) إلا أن احتل جزيرة "بوتون"، وتوالت الهزائم على الهولنديين حتى سنة 1656م، حين استطاع سفير هولندا عقد معاهدة سرعان ما اختلف الفريقان على تفسير موادها، فرجعت المعارك .. وبعثت هولندا بأسطول قوي يزيد على 32 سفينة إلى ميناء "مكاسر"، ولم يكن في الميناء إلا ست سفن تعود للسلطان (حسن الدين)، فأصلوها ناراً حامية.
ثم عقدت معاهدة صلح بين البطل (حسن الدين) والهولنديين سنة 1660م، لكن الهولنديين نقضوها قبل أن يجف حبرها، فأعلن (حسن الدين) أن المعاهدة ملغاة، وأمر بطرد الهولنديين من بلاده كلها، فسير أسطوله في مائتي سفينة إلى جزيرة "سولا"، وسير حملة بعشرين ألف مجاهد إلى جزيرة "بوتون"، وأرسل الهولنديون وفداً يقدم اعتذاره ويطلب العفو محملاً بآلاف الهدايا، لكن المجاهد البطل (حسن الدين) رد الوفد بهداياه، واستمرت حربه على الهولنديين حتى توفي في 12 حزيران 1670م.
رحم الله البطل المجاهد وكل الأبطال في كل أرض الإسلام . فما أحوجنا إلى أن نتعلم جميعا سيرة هؤلاء العظماء ونعلمها للأجيال المتعاقبة عسى الله أن يخرج لنا من بينهم من يكون لهم شبيها فيقود الأمة إلى العز المستحق لها .
هذا بطل تعرفه أوروبا كلها ولا يعرفه شبابنا الذين يعرفون لاعبي الكرة والمغنيين والراقصات والمفسدون في الأرض ولا حول ولا قوة إلا بالله.
______________________________________________
المرجع :
- كتاب صور من الشرق - الشيخ على الطنطاوي