لما وُلد "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه سمته أمه (أسد) على أسم أبيها "أسد بن هاشم" ، ويدل على ذلك إرتجازه يوم خيبر حيث يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة *** كــ ليث غابات كريه المنظرة.
وكان والده "أبو طالب" غائباً ، فلما عاد لم يعجبه الإسم وسماه (علي) ، وهذا أيضاً يدل على حسن العلاقة بين والده وأمه حيث سمته (أسد) قبل أن يحضر أبوه من السفر .
وإسم أمه "فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف" ، وهي أول هاشمية تلد هاشمياً ، والسيدة "فاطمة بنت أسد" هي التي فازت ونالت شرف رعاية النبي ﷺ حين كان في كفالة عمه "أبو طالب" .
وكان النبي يحب "فاطمة" زوجة عمه مثل أمه تماماً ، وكانت هي تبره وترعاه لمدة قاربت 20 سنة (ومن الذي يراك ولا يحبك يا رسول الله ).
وكانت أماً لفاطمة بنت النبي ﷺ من بعد أمها "خديجة" رضي الله عنهما ، فكانت تكفي فاطمة بعض الأمور الشاقة خارج المنزل مثلما تفعل الأمة الرحيمة مع أبنتها المتزوجة.
أسلمت "فاطمة بنت أسد" بعد وفاة زوجها "أبو طالب" ، ثم هاجرت مع أبنائها إلى المدينة.
قيل: إنَّ "فاطمة بنت أسد" رضي الله عنها ماتت قبل الهجرة ، وهذا ليس صحيحًا ، والصحيح أنَّها ماتت في نحو السنة الخامسة من الهجرة في المدينة.
وروى ابن عباس رضي الله عنهما: أنه لمـَّا ماتت "فاطمة" أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه وألبسها إياه واضطجع معها في قبرها ، ثم سوَّى عليها التراب.
المصادر :
- ابن الأثير: أسد الغابة
- ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة.
- الطبراني: المعجم الأوسط.