في سنة 231 هجرية قررت مجموعة من المجاهدين غزو (روما) ، فعرضوا الفكرة على والي صقلية "الفضل بن جعفر الهمذاني" و الذي بدوره عرض الفكرة على أمير دولة الأغالبة في تونس "أبي العباس محمد بن أبي العقال الاغلب" ، فأعجب الأمير بالفكرة و قرر دعم المجاهدين و أمدهم بكل ما يحتاجون من العتاد و المؤن و الرجال.
و أنطلق المجاهدين بحملة بحرية نحو روما حتى وصلت إلى مصب نهر (تيبر) حيث تقبع روما عند منتهاه ، و كانت أسوار روما لا تشمل كامل المدينة.
فكان الحي المقدس (حي الفاتيكان) الذي يحتوي على كنسية (بطرس) و كنيسة (بولس) بلا حماية ، حيث أن النصارى كانوا يتركون هذا الحي بلا حماية ظناً منهم انه محمي من السماء ..!!
فهجم المسلمين على روما و تمكنوا من ضرب حصار شديد عليها ، و كانت على وشك السقوط ، كادت أن تخر ساجدة ، فقد أستولى المسلمين على كنسية (بطرس) ، لكنهم لم يدخلوا المدينة نفسها.
ثم رفع المسلمين الحصار و عادوا محملين بالغنائم ، فلم يكن معهم ما يكفي من المعدات اللازمة لإتمام الفتح.
كشفت هذه المحاولة التي قام بها المجاهدين بمدى ضعف روما و هشاشة دفاعها ، و التي كانت يوما عاصمة اقوى امبراطورية في العالم ، و التي كانت أيضا مركز الكاثوليكية.
لذلك في العام 256 هجرية و هذه المرة بدعم من "محمد بن أحمد بن الاغلب" ، حيث انه قد تمكن في السنة التي سبقتها من فتح جزيرة (مالطا) فأرتفعت طموحاته لنيل شرف فتح روما أيضاً.
فانطلقت الأساطيل الإسلامية مرة أخرى تبتغي روما ، و تم ضرب حصار قوي على المدينة.
فأرسل البابا "يوحنا الثامن" إلى ملك الفرنجة "شارل الثاني" ، وإلى مدن (بيزنطية - أمالفي - جايتا - نابولي) يلتمس لنفسه ولأملاكه الحماية ، ولكنه لم يظفر بنجاح ؛ فالقسطنطينية الأرثوذكسية لم تطمئن إلى التقرب من البابا و الفرنجة الكاثوليك .
وأما الملك "شارل الفرنجي" فلم يكن لديه أسطول يبعث به ، وأما حلف مدن (كمبانيا) فلم يرغبوا في معاداة المسلمين حينئذ.
و نتيجة لتخلي هؤلاء عن بابا روما ، أصبحت ممتلكات الكنيسة في وسط إيطاليا تحت التهديد ، حتى قام البابا بدفع جزية للمسلمين قدرها خمس وعشرون ألف قطعة فضية.
ولأن التشريع الإسلامي يقبل بالجزية ، فقد قبل بها الأغالبة وانصرفوا عن المدينة.
الله مانصر مسليمون وقوي شوكتهوم
ردحذف