كان أهل مدينة "برغواطة" بالمغرب الاسلامي يبيحون التزوج بأكثر من أربع نسوة ، ويتعاملون بالسحر ، وحرموا أكل كل رأس ، وأكل الدجاج.
فوصل الخبر إلى أمير دولة المرابطين "عبد الله بن ياسين" الذي كان فقيها في الدين محكما للشريعة الاسلامية ، فرأى أن الواجب تقديم جهادهم على جهاد غيرهم ، فسار إليهم في جيوش المرابطين.
فكانت بين ابن ياسين وأمير برغواطة ملاحم عظام، مات فيها من الفريقين خلق كثير، وأصيب عبد الله بن ياسين، فقضى بذلك نحبه، فاستشهد رحمه الله تعالى.
وكان "عبد الله بن ياسين" قد ترك وصية يقول فيها :
"يا معشر المرابطين، إنكم في بلاد أعدائكم؛ وإني ميت في يومي هذا لا محالة ، فإياكم أن تجبنوا أو تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم ، وكونوا ألفة وأعوانًا على الحق، وإخوانًا في ذات الله تعالى ، وإياكم والمخالفة والتحاسد على طلب الرياسة ، فإن الله يوتي ملكه من يشاء من خلقه ويستخلف في أرضه من أحب من عباده ، ولقد ذهبت عنكم ، فانظروا من تقدمونه منكم يقوم بأمركم ويقود جيوشكم ويغزو عدوكم، ويقسم بينكم فيئكم، ويأخذ زكاتكم وأعشاركم".
فقام "أبو بكر بن عمر" بعده بالقياده ، وعزم علي قتال برغواطة حتى أخذ الثأر منهم ، فأثخن فيهم قتلاً وسبيًا حتى تفرقوا في المكامن والغياض ، واستأصل شأفتهم ، وأسلم الباقون إسلاماً جديدًا.
ومحا "أبو بكر بن عمر" أثر دعوتهم من المغرب ، وجمع غنائمهم وقسمها بين المرابطين، وعاد إلى مدينة أغمات.