التاريخ الإسلامي التاريخ الإسلامي
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

المذاهب الفقهية الإسلامية والإختلاف بينهم


المذهب الحنفيّ:


نشأته: 
يُنسب المذهب الحنفيّ إلى الإمام "أبو حنيفة النعمان بن ثابت" (80ھ - 150ھ) ، وهو أحد التّابعين ، ومذهَبُه أول المَذاهب الفقهيّة ظُهوراً ؛ لذا يُعَدّ "أبو حنيفة" مُؤسّس علم الفقه. 

مَنهجه: 
اعتمد الإمام "أبو حنيفة" في كتابة مَذهبه على القرآن الكريم والسُّنة النبويّة ، والإجماع ، والقياس ، والاستحسان ، والعُرف. وتُعدّ دول البلقان ، والقوقاز ، ومصر ، وأفغانستان ، وتركستان ، وباكستان ، وبنغلاديش ، وشمال الهند ، ومُعظم العراق ، وتركيا ، وسوريا ، ومُعظم المُسلمين في الاتّحاد الروسيّ ، والصّين تابعةٌ لهذا المذهب. 

شُيوخه و تلاميذه: 
تَتَلمَذَ أبو حنيفة على يَد حمَّاد بن سليمان في العراق، وبَرَزَ من تلاميذه الإمام أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشَيبانيّ.


المذهب المالكي: 


نشأته: 
يُنسب المذهب المالكيّ إلى الإمام "مالك بن أنس الأصبحيّ" (93ھ - 179ھ) حيث ظَهَر مذهبُه في السَّنَة الثّانية للهجرة ، وينتَشِرُ مَذهبه في القارّة الأفريقيّة مثل: الجزائر ، والسّودان ، وتونس ، والمغرب ، وليبيا ، وموريتانيا ، وصعيد مصر ، وإريتريا ، وفي شِبْه الجزيرة العربيّة تتبع كلٌّ من البحرين ، والإمارات العربيّة المُتّحدة ، والكويت ، وأجزاءٌ من السعودية ، وعُمان ، وكذلك بعضٌ من بلدان الشّرق الأوسط ، وفي السّنغال ، وتشاد ، ومالي ، والنّيجر ، والجزء الشّمالي من نيجيريا ، وكان فاعلاً في الحكم للدّول الإسلاميّة في أوروبا ، والأندلس ، وصقلّية. 

منهجه: 
اعتمد الإمام "مالك" في مذهبه على الاستدلال بالقرآن والسُّنة ثم بعمل أهل المدينة ؛ إذ اعتبره مالك مَصدراً للتَّشريع على خِلاف غيره من أصحاب المذاهب ، ثم فتوى الصحابيّ ، والقياس ، والمصالح المُرسَلة ، والاستحسان ، والذَّرائع. 

شيوخه و تلاميذه: 
كان من أشهر شيوخ "مالك" الإمام "أبو حنيفة النّعمان" ، كما تَتَلمَذ على يديه الإمام "الشافعيّ" و "ابنُ رُشْد".


المذهب الشافعيّ: 


نشأته: 
يُنسَبُ المذهب الشافعيّ إلى الإمام "محمد بن إدريس الشافعيّ" (150ھ - 204ھ) ، ومّما يُميِّز المذهب الشافعيّ أنّ صاحِبه تتلمذ على يد تلميذ أبي حنيفة محمد بن الحسن الشيبانيّ ، ثم على يد الإمام مالك ، فجمع بين المدرستين، واستدرك عليهما الكثير من المسائل. 

منهجه:
 اعتمد الإمام "الشافعيّ" في مذهبه على الاستنباط من القرآن والسُّنة وجعلها بدرجةٍ واحدة في الاستنباط، وكان من أُصول مذهبه كذلك الإجماع ، وأقوال الصّحابة، والقياس ، وقد أبطل الشافعيّ العمل بالاستحسان وكان من قوله: (من استحسن فقد شَرَّع).


المذهب الحنبليّ:


نشأته: 
يُنسب المذهب الحنبليّ إلى الإمام "أحمد بن محمد بن حنبل" (164ھ - 241ھ) ، ويُعتبر المذهب الحنبلي مُختلفاً عن بقيّة المذاهب حيث إنّ الإمام "أحمد" كان مُحدِّثاً بالدّرجة الأولى ، وكان كلما سُئِل عن مسألة فقهيّة فأجاب عنها دوَّنَها تلاميذُه ، ثمّ بعد ذلك جمعوا تلك المَسائل فجعلوها مذهباً له، لذلك فقد ظهر خلافٌ بين العلماء فيما هل يُعتبر الإمام أحمد فقيهاً أم مُحدِّثاً. 

منهجه: 
اعتمد الإمام "أحمد" كثيراً على الأسلوب الذي اتّبعه مُعلّمه "الشافعيّ" ، وذلك من حيث الأخذ بالكتاب ، والسُّنة ، والإجماع ، والفَتاوى ، والقياس. 

شيوخه و تلاميذه
تتلمذ الإمام "أحمد بن حنبل" على يد الإمام "الشافعيّ" ، أما تلاميذه فأبرزهم الإمام "ابن تيمية" ، و "ابن قيم الجوزيّة" اللّذان يُعتبران مُؤسّسا المذهب الحنبليّ ومُجدِّداه .



الإختلاف:

لقد تقرّرت سنّة الاختلاف بين البشر منذ أن خلق الله تعالى آدم واستخلفة في الأرض ، قال تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} [سورة هود]. 

فالاختلاف هو إذن سنّة من سنن الله تعالى في خلقه ، وهو أمر محمود مادام هذا الاختلاف لا يتحوّل إلى خلاف أو تصادم وتشاحن واقتتال بين النّاس. 

إنّ من مظاهر الاختلاف بين النّاس الاختلاف الفقهي بين العلماء والمشايخ. 

فما هو أصل الإختلاف الفقهي بين تلك المذاهب؟


ترك النّبي عليه الصّلاة والسّلام الأمّة على المحجّة البيضاء والطّريق الواضح ، وقد حفلت السّنة النّبويّة الشّريفة على كثيرٍ من الأحكام الفقهيّة التي بيّنها النّبي عليه الصّلاة والسّلام للمسلمين ، ومنها أحكام الصّيام وأحكام الصّلاة ، وقد كان النّبي الكريم يبيّن للنّاس دينهم في مناسبات عديدة فيقول: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي».
وكذلك في الحجّ قوله : «خذوا عنّي مناسككم» ، وغير ذلك من أساليب التّوجيه النّبوي. 

وقد بدأت فكرة الاختلاف الفقهيّ بين المسلمين في حادثة مشهورة وهي حادثة (بني قريظة) ، عندما أمر النّبي الكريم المسلمين بالتّوجه إلى بني قريظة لحصارهم بقوله: «لا يصليّنّ أحدكم العصر إلا في بني قريظة» ، فمن المسلمين من استنبط من كلام النّبي أنّه إنّما أراد من ذلك العجلة والسّرعة فصلّى هذا الفريق العصر حتّى لا تفوته ، ومنهم من رأى وجوب الالتزام بكلام النّبي كما جاء فلم يصلي هذا الفريق العصر ، وعندما علم النبي باختلافهما أقرّهما على ذلك بقوله «كلاكما على صواب».

وهذه هي فكرة الاختلاف بين المذاهب الأربعة التي نشأت بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام حيث تختلف تلك المذاهب في كيفيّة استنباط الأحكام الفقهيّة من أدلتها الشّرعيّة وفق أصول فقهيّة معيّنة.

عن الكاتب

التاريخ الإسلامي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

التاريخ الإسلامي