الصحابي "حصين بن بدر بن خلف بن بهدلة" ، من تميم من بني بهدلة بن عوف بن كعب ، شاعر صحابي مخضرم ، عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم ، عمة الشاعر "الفرزدق" ويمتاز شعره بحسن العبارة وجودة المعنى ومتانة السبك ، وسمي (بالزبرقان) لجماله الشبيه بالقمر ، وقيل لأنه كان يصبغ عمامته بالزعفران.
كان الصحابي "الزبرقان بن بدر" رضي الله عنه يدخل مكة مقنعاً بعمامته قبل الإسلام لحسنه ، لأنه كان شديد الجمال يقال له (قمر نجد) ، وكان يخشى أن يفتن الإماء والجواري ..!!
ولا نقول يفتن النساء عموماً ، لأن العفة كانت من صفات النساء بنات الأصول في الجاهلية ، ثم عبرن إلى الإسلام بنفس الخلق والعفة ، حتى قالت الصحابية "هند بنت عتبة" رضي الله عنها للنبي ﷺ حين بايعته مقولتها الشهيرة :(وهل تزني الحرة أو تسرق يا رسول الله؟!).
وكان "الزبرقان بن بدر" سيداً في الجاهلية وفي الإسلام وثبت على الإسلام حين إرتدت العرب ، حتى انه أرسل الى "محكم بن الطفيل" وزير "مسيلمة الكذاب" ينهاه عن الردة .
ولما منعت كثير من قبائل العرب الزكاة والصدقات كان "الزبرقان بن بدر" من المسارعين إلى إحضارها الى الخليفة "ابي بكر الصديق" رضي الله عنه إظهاراً منه وافتخاراً أنه من الثابتين على إسلامهم حين إهتز الناس .
وشهد "الزبرقان" مع "خالد بن الوليد" رضي الله عنهما معركة (بزاخة) في حروب الردة وكان على جناح جيش المسلمين فيها ، ثم شهد الفتوحات الإسلامية في العراق ، وولاه "خالد بن الوليد" أميراً على (الأنبار) .
وفد على النبي ﷺ سنة 9هـ مع وفد قومه بني تميم وأسلم الوفد كله ، وكان بين 80 و 90 من سادات تميم ، وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه بني عوف بن كعب ، فأداها في الردة إلى "أبي بكر الصديق".
عاش إلى خلافة "معاوية بن أبي سفيان" ، وتوفي في أيامه بعد أن كف بصره ، توفى رضي الله عنه سنة 55هـ .
المصدر :
- البداية والنهاية - ابن كثير (ج 6 ص 385)
- أسد الغابة في معرفة الصحابة - ابن الأثير الجزري (ج 2)
- الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر العسقلاني (ج 2)