حكم "عبد الرحمن الناصر الأموي" الأندلس خمسين عامًا ، صارت فيها الأندلس أعظم بلاد الدنيا وقتها ، وبلغت ما لم تبلغه أي نظيرة لها في الفتح والعلم والفنّ والمعمار والأدب ، وكلّ ما تقوم به حضارات البشر.
صارت الاندلس في عهده أقوى وأشد مكانًا بين البلاد ، وخرج للروم في 12 غزوة انتصر فيها ، حتى خنع لها سلاطين الروم ودانوا له بالولاء.
مدينة (قرطبة) جوهرة العالم ، اتسعت أرضها في عهده ، وبلغ عدد أهلها النصف مليون ، وكان بها 113 ألف دار ، و3 آلاف مسجد ، وكان بقصر الزهراء وحده 400 دار.
شُيِّد "الناصر" مدينة (الزهراء) التي كانت من معجزات زمانه ، وهي ذات ثلاث طبقات ، سفلى للحراس والكتبة والعمال ، والعليا للوزراء وأصحاب شئون الدّولة ، ووسطى وبها قصر الخلافة.
كانت ميزانية الدولة الإسلامية في عهده 6 ملايين دينار ذهبي إسلامي ، يذهب ثلثها للجيش ، وثلثها للمعمار والبناء والرواتب ، والأخير للإدخار.
رضخت لعبد الرحمن الناصر ممالك الشمال المسيحية ودانوا له بالطاعة والعهد ودفع الجزية ، وحضره سفراء الإمبراطورية الرومانية وإمبراطورية بلغاريا وإمبراطورية الفرنجة (فرانكيا - فرنسا) والفاتيكان يطلبون عنده الود والسلام مقدمين بين يديه الهدايا النفيسة والغالية.
وهو القائل : (أنّه لمّا عد أيام صفوه طيلة سلطانه وجدها لم تزِد عن 14 يومًا فقط) ..!!
توفي "عبدالرحمن الناصر" في رمضان 350ھ في عمر يناهز 73 عامًا ، بعد مدة حكم دامت 50 سنة و6 أشهر .